"تلقيتُ دعوة لحضور حفل #زفاف وهذه أول مرة تحصل منذ بداية الحرٻ أي منذ عامين...
تأففت وضجرت لكن أنّى أعيب فعلهم وهم فقدوا ما فقدوا في الحرٻ، وأول من فقدوه هي أمهم ولذلك آثروا أن يغيروا من أجواء الحزن التي خيمت سنتين على بيتهم وقرروا أن يزوجوا ابنهم ويزفوه في قاعة أفراح صغيرة بين بيوت الحي على استحياء...
عند ولوجي القاعة وجدت العروس تستعد للدخول فصافحتها بحرارة وهي قابلتني بنفس الحرارة ثم مشيت خطوتين فتنبهت أني لا أعرفها لكني أقدر ردة فعلها والتفت إليها وابتسمت لها شاكرة أنها لم تبدي أي علامات دهشة مما فعلت! إنّها الحرٻ....
ثم تقدمت فوجدت أقربائي وقد بدا عليهم النحول والشحوب والذبول، لا بأس إنها المجاعة...
فآثرت أن أمازح إحداهن فقلت لها وزنك قد ازداد ماذا تأكلين؟
فردت وأنت ما نوع الدايت الذي تقترفين؟ فضحكنا...
وبدأ العرس وعلى عكس الأجواء الحماسية حينما كنا ننتظر ولوج العروسين لتبدأ زغاريد وتصفيق المدعويين...فقد اغرورقت عيون الجميع وأخذت تتهاطل دموعنا، صعدن أخوات العريس إلى "الستيج"
وشرعن في النحيب وأصواتهن قد غالبت صوت مكبرات الصوت فأخذت أمسح دموعي بفستاني الأزرق الذي أحب وهو الناجي الوحيد من بين فساتيني اللاتي ٲحرڦٺھا الشظایا، لم يكن الأمر سهلًا حاولت أن ألوح لأحد أخوات العريس بأن تكف عن فعل هذا لأجل أخيها لكني أبكي، كيف أفعل وأنا أبكي؟ وكيف تفعل من على يميني من المدعوات وقد تذكرت ابنها وعن يساري أسيرها ومن أمامي صديقتها ومن خلفي شقيقة روحها..
الجميع يبكي... لقد تحول العرس إلى حفلة بكائية ولا عزاء لمن كتم حزنه...
الآن البكاء مستباح أكثر من أي وقتٍ مضى خلف ضجيج الغناء الصاخب...
فخرجت وقد سألني أبي كيف بدا العرس قاصدًا بسؤاله أن كيف تستطعن أن ترقصن وتغنين وسط هذه المقتلة؟
فقلت له: يا ما أهون العزاء قدام هالعرس!!
كان عرسًا أبشع من جنـازة !"
- حمامة الأيك | غزّة

سميرة الجنيدي
supprimer les commentaires
Etes-vous sûr que vous voulez supprimer ce commentaire ?
رانيا مسعود
supprimer les commentaires
Etes-vous sûr que vous voulez supprimer ce commentaire ?
Faris Basman
supprimer les commentaires
Etes-vous sûr que vous voulez supprimer ce commentaire ?