يقال إن آينشتاين كان يخرج للمشي، ثم يتوقف فجأة، يُجمّد جسده بينما يترك عقله يواصل التفكير. هذا ليس تأملاً بالمعنى التقليدي، بل تفكير نشط بينما يبقى الجسد ساكنًا تمامًا. وعندما نراجع تاريخ العلم والموسيقى، نلاحظ أن كبار المبدعين كانوا يمارسون هذه العادة: جسد ساكن، عقل نشط. وفي الجهة المقابلة، هناك عادة معاكسة تمامًا: تشغيل الجسد وترك العقل يتجول بحرّية. مثلًا، خلال الجري الطويل كل أحد، لا أفكر في شيء محدد، لكن أفكاري الأفضل تظهر فجأة. هذه الحالة العقلية تجمع بين حركة الجسد وحرية العقل. فنحن نمتلك حالتين: إما أن نُسكن الجسد ونحفّز العقل، أو نُحرّك الجسد ونترك العقل يتدفّق. كلتاهما أدوات لاكتشاف الإبداع داخلنا.