انزع الهاتف من بين يدي طفلك وألبسه قفازات ملاكمة
في زمنٍ أصبحت فيه الشاشات تسرق الطفولة وتغتال الأحلام في صمت، نحتاج إلى وقفة حقيقية، نحتاج إلى أن نعيد لأطفالنا ملامح الحركة، روح التحدي، ونبض الحياة. ليس كل ما يُرضي الطفل مؤقتًا هو ما يبنيه، وليس كل هدوء ظاهري وراء شاشةٍ زرقاء يعني سلامًا داخليًا.
قفازات لا شاشة
عندما تنزع الهاتف من بين يدي طفلك، لا تسلبه شيئًا، بل تُهديه كل شيء. تُهديه التركيز، الثقة، الانضباط، احترام الذات، والقدرة على المواجهة. وعندما تضع في يديه قفازات ملاكمة، فأنت لا تزرع فيه العنف، بل تزرع فيه القوة على مقاومة العنف، وتعلمه أن الانتصار لا يكون بالضرب، بل بالتحكم والسيطرة على النفس أولًا.
الرياضة... بديل حضاري
الملاكمة، كغيرها من الرياضات القتالية، لا تخلق أطفالًا عدوانيين، بل أطفالًا أقوياء، متزنين، يعرفون متى يدافعون عن أنفسهم، ومتى يتراجعون. تُعلمهم الالتزام والانضباط، وتحرر طاقتهم من قيد الأجهزة إلى عالم الحركة والتحدي والتطور.
مسؤوليتك كأب أو أم
أن تراقب سلوك طفلك لا يعني أن تتحكم فيه، بل أن تقوده نحو ما ينفعه. امنحه فرصة ليجرب الرياضة، ليخوض التحدي، ليقع ويقوم، ليخسر وينتصر. لا تتركه أسيرًا لمنصات التواصل، بل افتح له باب التواصل الحقيقي: مع مدرب، مع أصدقاء جدد، مع نفسه.
ليست مجرد ملاكمة
عندما يُمسك الطفل قفازيه لأول مرة، فهو لا يدخل حلبة، بل يدخل مدرسة حياة. سيتعلم الصبر، والتحمل، والاحترام، والاعتماد على النفس. سيُخرج كل توتره بشكل آمن وصحي، وسيرى نفسه بطلًا، لا متابعًا سلبيًا.

جميلة الدراوشة
Delete Comment
Are you sure that you want to delete this comment ?