رغم التقدم الهائل في مجالات العلوم والتكنولوجيا، ما زالت بعض الفئات تؤمن بما يعرف بنظرية "الأرض المسطحة"، وهي الفرضية التي تنكر الشكل الكروي للأرض وتدعي أنها سطح مستوٍ محاط بحواف جليدية. هذا الاعتقاد لا يعد مجرد رأي مخالف للإجماع العلمي، بل يعكس في كثير من الأحيان اضطرابًا معرفيًا يتمثل في ضعف القدرة على معالجة المعلومات وتقييم الأدلة بموضوعية. الاضطراب المعرفي في هذا السياق يرتبط بعدة عوامل، من أبرزها العجز في التفكير النقدي والانخداع بالمعلومات الزائفة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما تلعب بعض التحيزات المعرفية دورًا رئيسيًا، مثل التحيز التأكيدي الذي يدفع الأفراد إلى تصديق المعلومات التي تتوافق مع معتقداتهم المسبقة، وتجاهل الأدلة التي تتعارض معها، بالإضافة إلى تأثير دانينغ-كروجر الذي يجعل البعض يبالغون في تقدير فهمهم للمواضيع العلمية المعقدة دون امتلاك المعرفة الكافية. يرتبط الإيمان بالأرض المسطحة أيضًا بثقافة الشك العام تجاه المؤسسات العلمية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة لتبني نظريات المؤامرة. في هذا السياق، يُنظر إلى العلماء ووكالات الفضاء بوصفهم جزءًا من منظومة تخفي "الحقيقة"، وهو تصور يعزز من ترسيخ هذا الاعتقاد رغم غياب أي دليل منطقي أو تجريبي يدعمه. مواجهة هذه الظاهرة لا تتم بالسخرية أو التنمر، بل عبر نشر الوعي العلمي، وتعزيز مهارات التفكير النقدي، وتشجيع الحوار المبني على الأدلة. فالفهم الحقيقي للعلم لا يعتمد فقط على حفظ الحقائق، بل على القدرة على التساؤل والتحقق والتحليل. الاهتمام بالتعليم النوعي، وتربية الأجيال على منهج علمي رصين، هو الأساس لمجتمع يرفض الخرافة ويحتكم إلى العقل. --- #الأرض_ليست_مسطحة #التفكير_النقدي #الوعي_العلمي #الاضطراب_المعرفي #نظريات_المؤامرة #العلم_نور #ثقافة_التحقق #العقل_أولًا #خرافة_الأرض_المسطحة #ناقش_بالعقل