أعلمُ أنك في هذه الأحداث قد لا تقدر على فعل شيء ، ولا تملك ما تبذله من مال، ولا تستطيع الوصول إلى الأرض المباركة… لكن لا تظنّ أبدًا أنك خارج معادلة الصراع أو أنك عاجز عن التأثير.
فالمعركة لا تدور فقط في ميادين النار، بل هي قائمة في قلب كل مسلم يغار، وفي لسان كل صادق يقول كلمة حق، وفي عقل كل واعٍ يُبصّر الناس بحقيقة ما يجري حولهم وأن الصراع ليس صراع أرض وحدود إنما هو صراع عقيدة ووجود .
المعركة تحتاج لمن يوقظ الوعي في النفوس ، تمامًا كما تحتاج لمن يضغط الزناد… وتحتاج لمن يذكّر الناس بالله، ويُحيي في النفوس معنى أنه قد آن الأوان لنعود إلى الله ، كما تحتاج لمن يثبت في خندق الرباط.
إن كنت لا تملك شيء ، فأنت تملك الدعاء، والدعاء إذا خرج من قلب صادق، فإنه أشد وقعًا من رصاصة انطلقت من فوهة بندقية يؤازرها قلب يحترق.
وهذه، وإن بدت قليلة، فهي أقل مراتب الج هاد، وأضعف الإيمان.
ربِّ نفسك من جديد، وتُب إلى الله من ذنوبك، وحقّق التوحيد في قلبك، ونقِّ عبادتك من الشرك والشوائب، وأدي ما عليك ولا عليك ….
نحن لا نملك ساعة النصر، لكننا نملك الاستعداد لها . وإن لم نُكتب من الفاعلين اليوم، فليكن لنا عند الله عذرٌ بأننا حاولنا، وأعددنا، وغرسنا بذور عقيدة لا تموت في نفوس أولادنا وأحفادنا، وكل من حولنا.
فالمعركة طويلة… والحق لا يموت… والورثة الحقيقيون هم الذين تربوا على حقيقة الدين وتجهزوا لذالك اليوم .
فإن لم يكن لك أثر في الناس، فليكن لك أثر في نفسك وأهلك… فهناك يبدأ الطريق، وما بعده أعظم.
علّم أبناءك التوحيد، واغرس فيهم أن النصر من عند الله، وأنه يأتي مع الصبر، وأنه لم يُكتب إلا لفئة واحدة فقط…
قال تعالى: ﴿ولَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُه﴾
وقال: ﴿وكانَ حَقًّا عَلَينا نَصرُ المُؤمِنين﴾
اللهم أطعمهم من جوع، وآمِنهم من خوف، وكن لهم ناصرًا ومعينًا يا أرحم الراحمين
#عمرو_الحسن
