اختر من تسكن إليهِ نفسُك دون تكلُّف، من تشعرُ معهُ أن الحضور لا يحتاج لشرحٍ ولا تبرير، من يُطفئُ فيك ارتباك العالمِ لمجرد أن ينظر إليك ويبتسم.
اختر من لا تخجلُ أن تُظهر له انكسارك، من لا ترى بأسًا أن تبكي أمامه، أن تتلعثم، أن تصمت طويلًا وأنتَ تعلم أنه سيفهمك.
ابحث عن ذاكَ الذي يُرمم ما تُهشّمه الحياةُ فيك، ذاك الذي إذا طالَ الطريقُ معَه، صار التعبُ راحة، والوقتُ عيدًا، والصمتُ لغةً لا تحتاجُ ترجمة، ذاك الذي لا تُجيد أمامه التجمُّل، بل تُجيد الانهيار دون خجل، كأنك بين يدي طمأنينة خُلقت من رحم الرحمة.
ابحث عن ذاك الذي لا يُربكك حضوره، بل يُعيدك إلى نفسك، ويلملمك، ابحث عنه، ولو كلَّفك العُمر، فوجوده اختصارٌ جميلٌ لمعنى النجاة.
_ سوزان الضحيك